المثل لفظ أدبي معبر ،طريف المنحى عظيم الفائدة ،يلخص تجربة إنسانية تتردد على
ألسنة الناس، شعبية المثل مكنته من احتلال موقع جليل في نفس قائله وسامعه ،وجعلت
له مكان الصدارة من حيث الأهمية والتأثير بين سائر فنون القول الشعبية.
لقد تنوعت وكثرت تعاريف المثل لكنها جميعا تصب في
اطار واحد هو أنه قول مأثور تظهر بلاغته في إيجاز لفظه وإصابة معناه ، قيل في
مناسبة معينة وأُخذ ليقال في مثل تلك المناسبة.
وهذه طائفة من الأمثال والحوادث التي
قيلت فيها :
1. يَدَاكَ أو كَتَـا وفُــوكَ نَــفَــخَ : (يضرب لمن يقع في سوء فعله ).
وأصله أن رجلا نفخ قربة وربطها ثم نزل بها يسبح
في نهر, وكانت القربة ضعيفة الوكاء ( أي الرباط ) , فتسرب هواؤها وأوشك الرجل أن
يغرق, فاستغاث برجل كان واقفاً على الشاطىء فقال له : يداك أو كتا وفوك نفخ, (
يعني بذلك أنه هو الذي ربط ونفخ فلا يلومنَّ إلا نفسه ).
***************
2.الصَّــيْـفَ ضَـيَّــعْـتِ اللَّـبَـنْ : ( يضرب لمن يفرِّط في الأمر ثم يندم
عليه ويعود فيطلبه ).
وأصله أن امرأة تزوجت من شيخ كبير,
وكان ذلك الشيخ صاحب إبل وغنم ولبن, ولكن المرأة ظَــلَّــتْ تشغب عليه لكبر سنِّه
حتى طلقها في الصيف فتزوجت من شاب فقير, فاحتاجت يوماً إلى بعض اللبن وذهبت تطلب
من زوجها الأول فقال لها : ( الصيف ضيعت اللبن ).
*****************
3.جَزَاءُ سِــنِــمَّــارْ : ( يضرب للمحسن يلقى على إحسانه شرًّا).
وأصله أن بنَّـاءً روميَّاً فنَّـاناً
بنى للملك النعمان قصراً فخماً, فلما أنجز بناءه قال للملك : إني لأعرف في القصر
لَـبِـنَـة لو زالت لسقط القصر كله. فقال النعمان : وهل يعرفها أحد سواك؟ فقال
سنمار: لا. فقال النعمان : لن يعرفها أحدٌ بعد اليوم. وأمر بسنمار فقذف به من فوق
القصر فمات.
****************
4.سَـبَـقَ السَّـيْـفُ العَذَلْ : ( يضرب لمن يتعجل في عمل ما ثم يتضح خطؤه فيندم
عليه ).
وأصله أن رجلاً وثبَ على رجل فقتله يظنُّه قاتل
أبيه, ثم اتضح له أن القتيل بريء فندم, ولما عذله الناس في ذلك ( أي لاموه ) قال :
سبق السيف العذل.
****************